أناستاسيا غولياكوفا: طريق بريكس نحو التأثير العالمي
بدأ عامُ رئاسة روسيا لمجموعة البريكس تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية هذا العام بالنسبة للسياسة العالمية.
ومن المثير للاهتمام أن فكرة منح الدول النامية وزناً أكبر في المنظمات الدولية جاءت من الغرب نفسه. قبل عشرين عاماً، صاغ جيم أونيل من بنك جولدمان ساكس مصطلح "بريك" (BRIC) للإشارة إلى الاقتصادات الكبرى: البرازيل وروسيا والهند والصين. وتنبأ بنمو نفوذها في العالم ودعا إلى إعادة توزيع المشهد السياسي العالمي لصالحها.
وكان اجتماع وزراء البرازيل والهند والصين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2006 بمثابة الخطوة الأولى نحو توثيق هذا التعاون.
ثم تلاها حدث مهم في عام 2010، وهو انضمام جنوب إفريقيا إلى المجموعة، مما حول "بريك" إلى "بريكس". وفي العام نفسه، تولت دول البريكس زمام المبادرة لإصلاح صندوق النقد الدولي.
وتمثلت الخطوة التالية في إنشاء مؤسسة لتعزيز النمو الاقتصادي المتبادل دون الحاجة إلى تدخل صندوق النقد والبنك الدوليين. وأدت هذه الفكرة إلى إنشاء بنك التنمية الجديد وصندوق احتياطي بقيمة 100 مليار دولار أمريكي لحماية اقتصادات الدول الأعضاء.
أثارت مبادرة البريكس اهتمام العديد من الدول، التي قدمت طلبات للانضمام. وفي قمة جوهانسبرغ عام 2023، تلقت ست دول دعوات رسمية للانضمام إلى المجموعة: وهي إيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا والأرجنتين مع رفض الأخيرة الانضمام لاحقًا.
إن رئاسة روسيا للبريكس في عام 2024 تفتح حقبة جديدة. تُخطط المجموعة لتعزيز دورها في النظام النقدي العالمي وتوسيع التعاون بين البنوك، بالإضافة إلى التركيز على تطوير ممرات النقل الجديدة.
إن دول البريكس -بتنوع نقاط قوتها وثرواتها- تُفضل الحفاظ على حريتها في تحديد سياساتها. النزاعات الإقليمية لا تعيق الحوار البناء، ويستمر تأثير البريكس في النمو، مما يجذب اهتمام العالم بأسره.
وبذلك تكون مجموعة بريكس قد أكملت مسارها بدءً من الدعوة إلى الإصلاح وصولًا حتى التأثير العالمي. الأسئلة حول مستقبل المجموعة، مثل إمكانية ضم دول جديدة أو تغيير هيكلها، لا تزال مطروحة. ولكن ما يظل مؤكدًا هو أن تأثير بريكس مستمر في النمو، مما يبرز أهميتها في العالم الحديث.
بقلم: أناستاسيا غولياكوفا، مترجمة وكاتبة صحفية
قناة يوتيوب: Market Economy
قناة تلغرام: MktEconomy