فنزويلا تعزز السياحة: مسارات جديدة وتعاون دولي
يشهد قطاع السياحة في فنزويلا نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث سجل في عام 2024 وحده نموًا بنسبة 108%، مع وصول أكثر من 2.5 مليون سائح إلى البلاد.
بهذا الصدد، منحت وزيرة السياحة، ليتيسيا غوميز هيرنانديز، شهادات أربعة مسارات سياحية جديدة لـ 40 وكيلًا، كما منحتهم شهادة التسجيل السياحي الوطني (RTN). ويعكس ذلك تعزيز دور المشغلين والمجتمعات المنظمة فيما يتعلق بالإمكانات السياحية لكل منطقة.
وقالت الوزيرة: "سنختتم (العام) بـ 351 مسارًا سياحيًا لفنزويلا"، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 600% مقارنة بمؤشر 46 مسارًا فقط في بداية عام 2024.

من جهته، أعرب رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، نيكولاس مادورو، عن دعمه للسياحة، باعتبارها أحد أركان السياسات العامة للبلاد، والتي تندرج في إطار "التحولات السبعة: نحو تنمية البلاد"، وهي خطة تشمل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية والسلام والأمن والجغرافيا السياسية للأمة الواقعة في أمريكا الجنوبية حتى عام 2030.
وأكد الرئيس عبر منصاته الرقمية أن "السياحة في فنزويلا تقوم على الترفيه الصحي؛ أي سياحة قيمة للبلاد"، مشيراً إلى أن الدولة منفتحة على المستثمرين لتعزيز محرك النمو المستدام، القادر على خلق الفرص وتعزيز المجتمعات والحفاظ على الإرث الوطني.
الانفتاح على الشركات العالمية الكبرى
وعلى الصعيد العالمي، يشهد قطاع السياحة الفنزويلي انفتاحاً على الساحة الدولية مع افتتاح خطوط طيران مباشرة بين كاراكاس وموسكو منذ عام 2021.
وأشار نائب وزير الخارجية الفنزويلي لشؤون أوروبا، إيفان جيل، في ذلك الوقت إلى أن "اليوم يمثل علامة فارقة في مجال الطيران والسياحة والسياسة، لأننا نتحدث عن الاتصال بإحدى القوى العظمى في العالم مثل روسيا، التي لا يقتصر الأمر على أنها تضم ما يقرب من 150 مليون نسمة، والذين ستتاح لهم إمكانية السفر مباشرة إلى أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي".
وفي هذا الصدد، وصل أكثر من 40 ألف زائر روسي إلى فنزويلا حتى منتصف عام 2024، وهو ما يمثل توطيدًا للعلاقات بين البلدين.

ومن جهة أخرى، عقدت وزيرة السلطة الشعبية للسياحة، ليتيسيا غوميز، في بداية مايو 2025، مؤتمراً عن بُعد مع سفير فنزويلا في الصين، ريميغيو سيبالوس إيتشاسو، بهدف تحسين أساليب وضع السياحة في البلاد في السوق الآسيوية.
وخلال الاجتماع، وُضعت التوجيهات اللازمة للترويج لمناطق الجذب السياحي الفنزويلية التي تثير اهتمام الزوار الآسيويين، مع التركيز بشكل خاص على السوق الصينية. بالإضافة إلى ذلك، جرى تحليل الوجهات التي تضع فنزويلا كخيار مثالي للمسافرين الدوليين الباحثين عن تجارب حقيقية.
تهدف هذه الإجراءات إلى ترسيخ مكانة فنزويلا كوجهة سياحية رائدة في المنطقة، وذلك من خلال حملات ترويجية مكثفة تستهدف الأسواق الاستراتيجية الواعدة، بهدف تطوير مسارات سياحية متنوعة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
فنزويلا كوجهة للتنوع الطبيعي والبيولوجي
وبعيداً عن كونها مكاناً معروفاً لقضاء العطلات، تعد فنزويلا واحدة من الدول التي تتمتع بأكبر تنوع في الطيور، وهو ما دفع الآلاف من المتخصصين والمهتمين إلى الاقتراب من البلاد. وخلال احتفال دولي لتصوير الطيور وتحديدها في بداية مايو 2025، تمكنت البلاد من احتلال المرتبة الخامسة في الترتيب العالمي، مسجلة رصد 886 طائراً.
ومن بين الأنواع المسجلة، تبرز العديد من الطيور المستوطنة في فنزويلا، أي التي لا تعيش إلا داخل الأراضي الوطنية. وتشمل هذه الأنواع طائر تُرْبيال الفنزويلي (الطائر الوطني) والكارديناليت والكوكاراتشيرو دي ميريدا والكوليبيرو كولودو دي فنزويلا والبولا كوستينيا والعديد من الأنواع الأخرى.

وكانت ولايات تاتشيرا وبوليفار وميريدا وتروخيو وأراغوا هي التي أبلغت عن أكبر عدد من الأنواع. وتصدرت تروخيو القائمة بـ 1253 مشاهدة واحتلت المرتبة الرابعة على المستوى الوطني بتحديد 320 نوعًا.
وشارك في البحث وزيرة السياحة، ليتيسيا غوميز، التي سلطت الضوء على أهمية تشجيع علم المواطنة وتوعية المراقبين بالقيمة العلمية لهذه الأنواع ودورها الأساسي في التوازن البيئي.
وأخيراً، لا يعكس النمو المطرد للسياحة في فنزويلا الإمكانات الطبيعية والثقافية الهائلة للبلاد فحسب، بل أيضاً التزام الحكومة الوطنية بتعزيز هذا القطاع الاستراتيجي.
مصدر الصورة: iStock