نائب رئيس مجلس الدوما ألكسندر جوكوف: روسيا مستعدة لمشاركة خبرتها في الذكاء الاصطناعي مع دول بريكس

أجرت الصحفية البرازيلية فانيا ألفيس مقابلة حصرية مع نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، ألكسندر جوكوف، وذلك على هامش مشاركته في المنتدى البرلماني الحادي عشر لدول بريكس، حيث تطرق النائب الروسي إلى دور الدبلوماسية البرلمانية وتطور الذكاء الاصطناعي.

بريكس نشأت كمجموعة من أكبر أربع اقتصادات نامية في العالم في عام 2009، حيث ضمت في البداية كل من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين. فيما بعد، توسعت المجموعة لتشمل دولًا أخرى. اليوم في استوديوهاتنا لدينا ممثل من إحدى الدول المؤسسة لبريكس، نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ألكسندر جوكوف. ما أهمية الدبلوماسية البرلمانية؟

بريكس هو اتحاد بين دول تقوم على بناء شراكة استراتيجية في القضايا الأساسية المتعلقة بالأمن العالمي، وتوزيع الموارد الاقتصادية بشكل عادل، والتبادل الدولي، والعديد من المجالات الأخرى.

في منتدى البرلمان الحادي عشر لدول بريكس، ناقش المشاركون القضايا الأساسية مثل الصحة، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، والمناخ، وتنمية اقتصادات الدول الأعضاء في المجموعة. وتجدر الإشارة إلى ضرورة مشاركة البرلمانات في هذه المناقشات، حيث يتيح لنا ذلك وضع نهج مشترك في التشريعات المتعلقة بهذه القضايا. يمكننا تحديد كيف يمكن للبرلمانات مساعدة حكومات دولنا في تنفيذ السياسات التي تهدف إلى تحقيق أهداف بريكس المعلنة مثل: عالم متعدد الأقطاب، وتوزيع عادل للموارد الاقتصادية، ودعم الجنوب العالمي، وغير ذلك.

روسيا والهند والصين حققت نجاحات باهرة في مجال الذكاء الاصطناعي والإدارة الرقمية. كيف تقيمون إمكانية نقل هذه المعرفة والتكنولوجيا للدول الأخرى لدعم تطور الدول الأعضاء في بريكس؟

في إحدى الجلسات، ناقشنا قضية تطوير وتنظيم الذكاء الاصطناعي. يعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم التقنيات في القرن الواحد والعشرين، والذي يرتبط بتقدم البشرية في الاقتصاد، والصناعات الإبداعية، والعديد من المجالات الأخرى. لقد ذكرت الصين والهند وروسيا كدول تشهد تطورًا سريعًا في صناعة الذكاء الاصطناعي، وأود أن أضيف البرازيل إلى هذه القائمة.

في روسيا، نلاحظ قفزة كبيرة في تطوير الذكاء الاصطناعي. في موسكو، أكثر من 60٪ من الشركات بدأت في تطبيق الذكاء الاصطناعي في نشاطاتها خلال العامين الماضيين. يشمل ذلك مجموعة واسعة من المجالات، ولكن قبل كل شيء في مجال الرعاية الصحية. الآن يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء في تشخيص الأمراض بدقة من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات. كما يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في تنظيم حركة المرور واتخاذ القرارات الإدارية في العاصمة موسكو. وتستخدم الحكومة الروسية هذه التكنولوجيا حالياً لإعداد الميزانية الفيدرالية للبلاد. شهد الذكاء الاصطناعي أيضًا تطورًا كبيرًا في مجال الصناعات الإبداعية.

تجري روسيا سنويًا مؤتمرات ضخمة حول الذكاء الاصطناعي لمشاركة إنجازاتنا مع الدول الأخرى. نحن ندعم أن يكون الذكاء الاصطناعي متاحًا للعالم كله، بما في ذلك الدول النامية ودول الجنوب العالمي. يجب ألا يكون هناك أي أسرار في هذا المجال، ونحن نسعى لمشاركة المعرفة التي نملكها.

من ناحية أخرى، هناك خطر كبير مرتبط بالتطور غير المنظم لهذا القطاع. على وجه الخصوص، يعمل الذكاء الاصطناعي مع كميات كبيرة من البيانات الشخصية. هناك خطر تسريب هذه البيانات واستخدامها لأغراض غير مشروعة، حيث من الضروري وضع قواعد تشريعية مشتركة وقوانين لدول بريكس تحدد كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي ليكون آمنًا في الاستخدام.

لقد وضعت روسيا مدونة أخلاقيات في مجال الذكاء الاصطناعي، ونحن مستعدون لمشاركتها مع جميع الدول. وقد أقر الرئيس الروسي برنامجًا كاملًا لتطوير الذكاء الاصطناعي واعتمد قانون نموذجي لدول رابطة الدول المستقلة ينظم العمل في مجال الذكاء الاصطناعي. ونحن مستعدون لمشاركة هذا مع جميع الدول. وقد تم مناقشة هذا الموضوع في المنتدى.

الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا هائلة للبشرية، ولكنه في الوقت نفسه يحمل خطرًا كبيرًا. لذلك، نحن ممتنون للبرازيل على طرحها هذه القضية للنقاش في المنتدى البرلماني الحادي عشر لدول بريكس.

من الجدير بالذكر أن دور البرلمانات في هذا السياق مهم للغاية، حيث يجب أن يتم تنظيم الذكاء الاصطناعي من خلال سن القوانين. من الأفضل أن تكون هذه القوانين موحدة بين الدول المختلفة بحيث يتم اعتماد التشريعات التي تضمن أمان وفعالية وشمول الذكاء الاصطناعي من خلال جهود مشتركة لدول بريكس.

ما هي الإصلاحات التي تعتقدون أنه من الضروري تنفيذها لتحسين عمل منظمة التجارة العالمية؟

تأسست منظمة التجارة العالمية لضمان سير الأعمال التجارية في العالم على أساس المساواة والعدالة. للأسف، اليوم نرى أن المنظمة لا تؤدي دورها بالشكل والفعالية المطلوبة، لأن أهم المؤسسات القانونية التابعة لها، أي المحكمة، التي يمكن أن تصدر قرارات في القضايا المتنازع عليها لا تقوم بدورها الفعلي. نتيجة لذلك، نرى أن الدول التي كانت وراء تأسيس منظمة التجارة العالمية، اليوم هي نفسها تنتهك بشكل صارخ المبادئ الأساسية التي أسست من أجلها هذه المنظمة.

كذلك، نرى أنها تطبق العديد من العقوبات التي لم ينص عليها القانون الدولي، وتتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة، حيث فرضت أكثر من 20 ألف (الآن، ربما حوالي 30 ألف) عقوبة اقتصادية ضد روسيا، وهي عقوبات تتناقض مع ميثاق منظمة التجارة العالمية. كما نرى أن الدول المتقدمة تفرض رسوماً جمركية غير معقولة وقيودًا على التجارة، وهذا أيضًا يتناقض تمامًا مع ميثاق منظمة التجارة العالمية. لذلك، من الواضح أنه يتعين إعادة هيكلة هذه المنظمة بشكل جذري.

دول بريكس اليوم تمثل حوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن حيث عدد السكان، تمثل أكثر من نصف سكان العالم. في الوقت نفسه، تمثيلهم وحقوقهم في مختلف المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي وغيرها، أقل بكثير من الحجم الذي يجب أن يكونوا عليه بناءً على مقارنة اقتصادات الدول المشاركة في تنظيم هذه المنظمات.

لذلك، نحن ندعو دول بريكس للعمل معًا لتحقيق هدفهم المشترك، وهو أن تعمل منظمة التجارة العالمية بشكل عادل وتساهم حقًا في تعزيز التجارة العالمية.

فيديو مقدّم من غرفة النواب البرازيلية.

مصدر الصورة: فيديو المقابلة