راقصة الباليه أماندا غوميز: الفن جسر بين الثقافات
أجرت شبكة TV BRICS الإعلامية الدولية مقابلة حصرية مع راقصة الباليه، أماندا غوميز، التي تحدثت عن مزج الجذور الثقافية، ونجاحها، ودور الرقص في حوار الحضارات.
أماندا غوميز هي راقصة الباليه الأولى في مسرح تتار موسى جليل الأكاديمي الحكومي للأوبرا والباليه، وحائزة على لقب فنانة مستحقة في تتارستان، إلى جانب عدة جوائز في مسابقات دولية. تخرجت من مدرسة مسرح البولشوي في البرازيل، وبدأت مسيرتها الاحترافية عام 2014، حيث قدمت عروضاً على مسارح رائدة في البرازيل وإيطاليا وأوروغواي وباراغواي وسويسرا.
- لماذا قررت أن تصبحي راقصة باليه؟
أحببت الرقص منذ طفولتي، خاصة الرقص على أنواع مختلفة من الموسيقى. لكن أكثر ما ألهمني هو صورة راقصة الباليه: التنورة المنفوشة، وحذاء الإصبعية، والتيجان. في السابعة من عمري، بدأت في دراسة الباليه، وبمجرد أن أدركت أنه مهنتي، قررت أن أكرس حياتي له. وفي سن العاشرة، كنت أدرس بالفعل في مدرسة مسرح البولشوي في البرازيل، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الفن هو ندائي.
- ولماذا أصبحت روسيا المرحلة التالية في مسيرتك المهنية؟
كان الأساتذة في المدرسة من الجنسية الروسية، وخلال سنوات دراستي، أصبحت المسارح والراقصون الروس مصادر إلهام مهمة لي. لقد انبهرت بالتفاني والإخلاص الذي يصعد به الراقصون هنا على المسرح. يضعون أرواحهم في كل حركة، وهذا أكثر بكثير من مجرد إظهار تقنية مثالية. لقد ألهمني مثالهم بحلم، وهو الرقص على خشبة مسرح روسي.
- كيف كان تكيفك مع الثقافة المحلية؟ وماذا كان الأصعب؟ وكيف تمكنت من تعلم اللغة الروسية؟
كانت أول نقطة تحول جادة في حياتي هي الانتقال من غويانيا إلى جوينفيل، حيث تقع مدرسة مسرح البولشوي. سكان مدينتي منفتحون جداً واجتماعيون، بينما الناس في جوينفيل أكثر تحفظاً. كان الاختلاف كبيراً. لكن التغيير الأكبر في حياتي جاء عندما انتقلت إلى روسيا في سن التاسعة عشرة. لقد عانيت من صدمة ثقافية قوية! مناخ مختلف تماماً، ولغة أجنبية. وصلت إلى هنا وأنا أعرف كلمتين فقط: "سباسيبا" (شكراً) و"خاراشو" (جيد). كان علي أن أتعلم الروسية، لكنني بدأت دراستها بحماس كبير لأنني كنت أفهم بوضوح سبب وجودي هنا.
- ما الذي أسر قلبك بشكل خاص في قازان؟ وما الذي يعجبك أكثر في روسيا؟
عند وصولي إلى البلاد، أولاً إلى موسكو وثم إلى قازان، أذهلني تاريخها وثقافتها وهندستها المعمارية. لقد تأثرت بالشغف الذي يُعتنى به بالمسرح والباليه هنا، والحفاظ على هذا التراث الثقافي الذي يعود لقرون.
- من وجهة نظرك، كيف تتجلى الخصائص الوطنية للبرازيل في الباليه الكلاسيكي؟ وما هو التباين الرئيسي؟
تفيض طاقة الحياة في البرازيل، وفي الباليه يصبح هذا سمتنا المميزة. أنا معجبة بمواطنيّ: فسطوعهم وموهبتهم يغزوان مسارح العالم؛ وهم ممثلون جديرون بثقافتنا.
- في رأيك، ما الخطوات العملية التي يمكن لدول بريكس اتخاذها لإقامة تعاون منهجي في مجال مشاريع الباليه المشتركة؟
الباليه فن بلا حدود، يفهمه الجميع بدون كلمات. يكفي أن ترى الرقص، وسيكشف معناه للمشاهد. إنه شكل فريد من أشكال الإبداع. منذ أيامي الأولى في روسيا، تواصلت مع الجمهور بلغة الفن، ونقلت المشاعر والأفكار من خلال الحركة. هكذا يمحو الفن الحدود: فالمشاريع المشتركة تعزز التبادل الثقافي. وتقدم كل دولة مساهمتها الفريدة، وتطور تقاليد الباليه.
- أي عناصر الرقص لشعوب دول بريكس، في رأيك، يمكن أن تثري لغة الباليه الكلاسيكي؟
غالباً ما يرتبط الباليه الكلاسيكي بالتنورات المنفوشة أو "بحيرة البجع" أو التقنية الأكاديمية الصارمة، لكنه يتطلب تدريباً شاملاً من الفنان. لرقص الكلاسيكيات على أعلى مستوى، يجب على المرء أيضاً إتقان الرقص الشعبي والكوريغرافيا المعاصرة. وتعد الرقصات الشعبية وعناصر الفولكلور جزءاً من البرنامج الإلزامي للتعليم المهني في البرازيل. فنان الباليه الحقيقي ليس فقط كلاسيكياً خالصاً، بل هو مزيج من تقنيات مختلفة أتقنها على مدى سنوات من التدريب.
- في رأيك، كيف ينجح الباليه في التغلب على الحواجز الثقافية؟ وبأي طرق يجمع الباليه بين الراقصين من مختلف البلدان؟
الفن جسر بين الثقافات. كل فنان يجسد التقاليد الوطنية لبلده، وعندما يلتقون على المسرح، تحدث معجزة. آمل أن تكون مسارح الباليه في جميع أنحاء العالم في المستقبل مفتوحة للراقصين من جميع الجنسيات.
- ما هي الآليات المؤسسية التي يمكن أن تدعم فناني الباليه في دول بريكس؟ هل هناك تبادلات ثقافية أو برامج خاصة أو أدوات تعاون أخرى؟
أنا على قناعة بأن التبادل الثقافي مهم للغاية. فعلى الرغم من أنني لم أحظ بفرصة المشاركة في مشاريع بريكس، إلا أن رغبتي في التعرف على تقاليد الباليه في العالم نشأت في سن الرابعة عشرة. في ذلك الوقت، ذهبت لأول مرة إلى مسابقات دولية، وكانت تلك التجربة لا تقدر بثمن. كان لتعلم خصائص الباليه في مختلف البلدان تأثير كبير على تطوري المهني وشكل شخصيتي إلى حد كبير.
- ما الذي يجعل مدرسة الباليه الروسية فريدة من وجهة نظرك؟ ما سماتها المميزة التي تخلق هذا الأسلوب الخاص؟
بين مدرستي الباليه الروسية والبرازيلية، بالتأكيد العديد من أوجه التشابه. ومع ذلك، فإن المدرسة الروسية هي التي تظهر تفانياً استثنائياً، سواء في نهجها لأداء الدور أو في موقفها من الأداء ككل. لكل بلد أسلوبه الفريد. لكن القدرة على إعطاء الذات للرقص بالكامل ليست متأصلة في الراقصين البرازيليين فحسب، بل في الروس أيضاً.
- ما أحلامك المهنية؟ كيف تودين تغيير الفضاء الثقافي من حولك؟
نادراً ما أشارك أحلامي العزيزة، لكن أحدها هو عالم فن متعدد الأوجه وموحد. أود أن يتطور التبادل الثقافي بين البلدان بنشاط أكبر، وأن يحصل المجال الإبداعي على التقدير والدعم الذي يستحقه. ففي النهاية، الفن وحده هو الذي يمكنه أن يلمس قلب الإنسان حقاً.
- ما الدور الذي تحلمين به؟ هل هناك دور تودين بشكل خاص أن تؤديه؟
لقد أديت العديد من أدوار الباليه، لكنني أفضل تلك الأعمال التي لم أشارك فيها بعد. لا شيء يلهمني بقدر التحضير لأداء جديد، ولخلق دور بتفسيري الخاص. على الرغم من أن أدوار "أوديت"، و"جيزيل"، أو "جولييت" قد عُرضت آلاف المرات، إلا أنها على المسرح ملكي وحدي. فالصورة الحقيقية لا تولد من التقليد، بل من أعماق الروح. وهذا الطريق ليس سهلاً، لكن لحظة الاندماج الكامل مع الدور على المسرح لا تضاهى.
مصدر الصورة: TV BRICS
DIGITAL WORLD
مركز بريكس+ الإعلامي
MODERN RUSSIAN