إندونيسيا تطوّر نظاما قائما على الذكاء الاصطناعي للكشف عن الملاريا
تعمل الوكالة الوطنية للبحوث والابتكار في إندونيسيا على تطوير نظام ذكاء اصطناعي يهدف إلى إحداث ثورة في تشخيص الملاريا، في إطار جهود البلاد للقضاء على المرض بحلول عام 2030.
ونقلت وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA)، الشريك الإعلامي لشبكة TV BRICS، عن مدير مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في الوكالة الوطنية للبحوث والابتكار في إندونيسيا، أنتو ساتريو نغروهو، قوله إن الباحثين درّبوا نموذج الذكاء الاصطناعي على أكثر من 1300 صورة مجهرية لعينات دم مصابة بطفيليات الملاريا.
وأوضح نغروهو أن الذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل الخصائص الشكلية لأربعة أنواع من طفيليات الملاريا عبر مراحلها الحياتية المختلفة، إلا أن التغير المستمر في شكل الطفيليات لا يزال يشكّل تحديًا رئيسيًا أمام رفع دقة التشخيص.
وتشير الاختبارات الأولية إلى أن النظام قادر بدقة على تحديد كريات الدم الحمراء المصابة، وتصنيف أنواع الطفيليات، وتحديد مراحل تطورها، حيث بلغ معدل الدقة العام للنموذج 80.6%.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، سجلت إندونيسيا نحو 500 ألف حالة إصابة بالملاريا في عام 2024، حيث تم الإبلاغ عن نحو 88% من هذه الحالات في بابوا، ما يبرز الحاجة الملحّة إلى أدوات تشخيصية سريعة وموثوقة في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
ويُعد مشروع الذكاء الاصطناعي لدى الوكالة الوطنية للبحوث والابتكار في إندونيسيا جزءًا من استراتيجية وطنية أوسع تجمع بين التكنولوجيا المبتكرة وتوسيع الوصول إلى الرعاية الصحية والمشاركة المجتمعية للحد من معدلات انتقال العدوى. وإذا تم تحسين النظام ونشره على نطاق واسع، يمكن أن يقلل من الاعتماد على الفحص المجهري التقليدي الذي يتطلب جهدًا بشريًا كبيرًا، ويسرّع من اتخاذ قرارات العلاج بحلول عام 2030.
وتتضمن الخطوات التالية توسيع التجارب لتشمل مختبرات الصحة الإقليمية، وتحسين الخوارزمية لمراعاة تنوع الطفيليات، ودمج الأداة في البنية التحتية للصحة العامة في إندونيسيا. ويأمل المسؤولون أن تشكّل هذه المبادرة المحلية نموذجًا يُحتذى به في الدول الموبوءة الأخرى الساعية للاستفادة من التكنولوجيا في مكافحة الملاريا.
وفي دول أخرى من مجموعة بريكس، يُستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في الطب؛ فعلى سبيل المثال، تعتمد برامج متخصصة في مركز موسكو للتشخيص وتقنيات الطب عن بُعد على معالجة صور الأشعة السينية، ما يمكّن الأطباء من تفسير أكثر من 100 ألف صورة أسبوعيًا.
أما في إيران، فتخطط السلطات لخفض نفقات الرعاية الصحية بنسبة تصل إلى 40% من خلال تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقًا Tehran Times، الشريك الإعلامي لشبكة TV BRICS. وتواجه البلاد أعباء مالية كبيرة في القطاع الصحي، خاصة في مجال إدارة الأمراض المزمنة، وتسعى إلى الاعتماد على الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي كوسيلة أساسية لخفض التكاليف وتعزيز كفاءة النظام الصحي.
مصدر الصورة: iStock