سفير روسيا لدى طهران لشبكة TV BRICS: اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي تدشن مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي
أليكسي ديدوف هو سفير روسيا في إيران. تخرج من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية عام 1982، حيث واصل عمله الدبلوماسي منذ ذلك الحين. تولى خلال مسيرته المهنية العديد من المناصب في الجهاز المركزي التابع لوزارة الخارجية الروسية وكذلك في الخارج.
أجرت شبكة TV BRICS الإعلامية مقابلة حصرية مع سفير روسيا لدى إيران أليكسي ديدوف، الذي تحدث عن آفاق العلاقات الاقتصادية والمالية بين روسيا وإيران. كما كشف عن أهمية معاهدة الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الطرفين وأبرز المشاريع القائمة والمستقبلية بين موسكو وطهران.
كيف تقيمون الوضع الحالي للتجارة الثنائية بين روسيا وإيران؟ وما هي الآفاق المستقبلية خلال السنوات القادمة، خاصة أن البلدين قد تحولا تقريبًا بالكامل إلى التسويات بالعملات الوطنية؟
يظهر التبادل التجاري بين روسيا وإيران عمومًا ديناميكية إيجابية، لكن من المبكر الحديث عن إمكاناته الكاملة. من المتوقع أن ينمو التبادل التجاري بين روسيا وإيران بحوالي 15 بالمائة في عام 2024 مقارنة بعام 2023 (الذي بلغ فيه 4.2 مليار دولار أمريكي). نتوقع أن يسهم اجتماع اللجنة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي المقرر عقده في روسيا خلال الأشهر المقبلة، في إعطاء دفعة جديدة لهذه العمليات. كما نتوقع مزيدًا من النمو التجاري بنهاية هذا العام.
تقضي المادة 20 من معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران، الموقعة في 17 يناير 2025، على إنشاء بنية تحتية مستقلة للدفع المشترك والانتقال إلى التسويات الثنائية بالعملات الوطنية. وقد انتقلت الدول تقريبًا بالكامل إلى التسويات المتبادلة بالعملات الوطنية باستخدام أنظمة الرسائل المالية والمصرفية الخاصة بهما. بدأت روسيا بقبول بطاقات نظام الدفع الإيراني "شيتاب"، حيث من المتوقع أن تبدأ بطاقات "مير" الروسية بالعمل كذلك في إيران في المستقبل القريب. كل هذا سيؤثر بشكل إيجابي على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، ويبسّط العمليات التجارية ويوسّع مجالات التعاون التجاري.
في ديسمبر 2024، حصلت إيران على صفة مراقب في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومن المتوقع أن تدخل اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ قريبًا. كيف تعتقدون أن هذه الاتفاقية ستسهم في تسهيل العلاقات التجارية لإيران مع دول الاتحاد؟
تمت الموافقة على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران من قبل مجلس صيانة الدستور الإيراني في 2 مارس 2025. وبفضل ذلك، يمكن القول إن تنفيذها سيبدأ في المستقبل القريب. يشكل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي اليوم سوقًا يضم 190 مليون شخص، مع نظام تفضيلي لإيران لاستيراد السلع، وإجراءات جمركية مبسطة وتنظيم تقني مبسط. الأمر نفسه ينطبق على السوق الإيراني بالنسبة للمصدرين من دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. هذه قصة متبادلة المنفعة تمامًا تلبي مصالح السكان.
كيف يمكن أن تؤثر معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها رئيسا روسيا وإيران على التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة والعلوم والتعليم؟
تقضي المادة 34 من معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران على تعزيز العلاقات في مجال الثقافة والفنون، وكذلك إنشاء ظروف مواتية لأنشطة المركز الثقافي الروسي في طهران وفقًا لاتفاقية تأسيس شروط عمل المراكز الثقافية في 13 أبريل 2021. هذا هو الأساس القانوني لكامل نطاق التعاون الثقافي بين البلدين. وتعمل الوكالة الفيدرالية الروسية "روسوتروتنيتشستفو -Rossotrudnichestvo" بنشاط لإيجاد مقر مناسب لها. ويُعتبر الحدث الرئيسي لهذا العام هو أيام الثقافة الروسية في إيران المقرر إقامتها في يونيو المقبل.
كما من المهم أن الوثيقة تدفع الأطراف إلى تطوير العلاقات طويلة الأمد والبناءة في مجال التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا، حيث أقيمت علاقات شراكة بين المنظمات التعليمية في البلدين، ويتم تنفيذ مشاريع علمية وتقنية وبحثية مشتركة، وتُعقد ندوات متخصصة، ومؤتمرات ومعارض.
بحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بناء وحدتي الطاقة الثانية والثالثة في محطة بوشهر للطاقة النووية هو أحد الأولويات في العلاقات بين موسكو وطهران. هل هناك خطط لتنفيذ مشاريع مشتركة أخرى، بما في ذلك في قطاع الطاقة؟
بالفعل، المشاريع في مجال الطاقة النووية السلمية، بما في ذلك بناء الوحدتين الثانية والثالثة في محطة بوشهر للطاقة النووية، في مرحلة التنفيذ. هناك أيضًا تعاون في المجال الطبي، وبهذا تدعم روسيا الأصدقاء الإيرانيين في مجال تطوير الطب عالي التقنية، وتوفير الوصول إلى أساليب متقدمة للتشخيص والعلاج لأمراض متنوعة. وهذا يرفع مستوى معالجة المرضى.
أود أن أذكر كذلك مذكرة التفاهم الاستراتيجية التي وُقعت في يونيو 2024 بين شركات الغاز الروسية والإيرانية بشأن تنظيم إمدادات الغاز الطبيعي الروسي عبر الأنابيب إلى إيران، حيث يتم حاليًا العمل النشط نحو تنفيذها. كما أن روسيا ممثلة في مشاريع تطوير حقول النفط الإيرانية.
في المجالات الأخرى، هناك مبادرات تتعلق بالممر النقل "الشمال-الجنوب"، وبناء جزء من السكة الحديدية التابعة لطريق رشت-أستارا.
أطلقت روسيا وإيران، خلال عام 2023، نظامًا خاليًا من التأشيرات للتبادل السياحي الجماعي. هل هناك خطط لتمديد نظام الإعفاء من التأشيرات ليشمل فئات أخرى من المسافرين؟
في الوقت الحالي، هناك أنظمة للسفر بدون تأشيرات للمجموعات السياحية التي تضم من 5 إلى 50 شخصًا. ولا يتم حاليًا العمل على خطط مفصلة لتوسيع هذه الفئات. بشكل عام، زادت الحركة السياحية المتبادلة بنسبة 13 بالمائة في عام 2024. كان هناك زيادة ملحوظة في عدد السياح الإيرانيين في روسيا (58 ألفًا، بزيادة 47 بالمائة مقارنة بعام 2023). في الوقت نفسه، زار 5 آلاف سائح روسي إيران. دخل نحو 30 ألف إيراني إلى بلدنا في إطار آلية السفر بدون تأشيرات، بينما كان عدد السياح الروس في الاتجاه المعاكس 500 شخص. كما أن هناك صيغة تأشيرات إلكترونية مفتوحة للإيرانيين، من خلالها زار أكثر من 15 ألف شخص روسيا العام الماضي.
كيف تقيمون دور مجموعة بريكس في تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية؟
تعتبر مجموعة بريكس منصة دولية مهمة للتعاون مع الشركاء الإيرانيين. القيم التي تقوم عليها هذه المجموعة، مثل احترام القانون الدولي، والسيادة الوطنية ومصالح كل دولة، والاعتراف بحق كل دولة في اختيار مسار تطورها الخاص، وكذلك التضامن والمساعدة المتبادلة، تتشارك فيها كل من موسكو وطهران بشكل كامل.
لقد عبّر أصدقاؤنا الإيرانيون مرارًا عن اهتمامهم بالتعاون في القطاعات المبتكرة والمرتكزة على المعرفة في الاقتصاد واستعدادهم لمشاركة خبراتهم في بعض المجالات. نحن ندعمهم بالكامل.
مصدر الصورة: Iran Press