منتدى سان بطرسبورغ يؤكد أهمية التعاون الإعلامي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
يحتفل العالم عام 2025 بالذكرى الخامسة والعشرين للميثاق العالمي للأمم المتحدة، الذي يُعد أكبر مبادرة دولية تهدف إلى إشراك قطاع الأعمال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبهذه المناسبة، احتضن منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) جلسة نقاش خاصة حول الموضوع، ناقش خلالها المشاركون ضرورة تعزيز الوعي بأجندة 2030، مع التركيز على التعاون الإعلامي بين دول بريكس+ وبناء فضاء إعلامي متعدد الأقطاب يخدم التنمية المستدامة. أدار الجلسة رئيس شبكة TV BRICS، إيفان بولياكوف.
وفي هذا السياق، استعرض المشاركون في الجلسة، خلال مقابلات حصرية في استوديو شبكة TV BRICS الإعلامية ضمن فعاليات منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025، أهمية الميثاق العالمي للأمم المتحدة ودور التعاون الإعلامي في رفع مستوى الوعي بأهداف التنمية المستدامة.
وأشارت المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة، تاتيانا فالوفايا، إلى أنه بدون مشاركة قطاع الأعمال لن تتحقق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يمثل جوهر الميثاق العالمي، مذكّرة بانضمام شركات من 160 دولة إلى الميثاق، والتي تبنت مبادئ المسؤولية واحترام حقوق الإنسان وحماية البيئة.
وأضافت: "تستهدف أهداف التنمية المستدامة أفق عام 2030. لكن التنمية المستدامة كنموذج اقتصادي واجتماعي للبشرية لن تنتهي بحلول ذلك التاريخ، بل يجب أن نبذل أقصى الجهود الآن، ليس فقط لتحقيق الأهداف المحددة، بل أيضًا لإعادة النظر في عقلياتنا وسياساتنا الاقتصادية والاجتماعية حتى نواصل السير على طريق التنمية المستدامة بعد عام 2030".
من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية للشبكة الوطنية للميثاق العالمي للأمم المتحدة في روسيا، ناتاليا دوربيكو، أهمية التعاون بين قطاع الأعمال ووسائل الإعلام في تشكيل أجندة التنمية المستدامة، داعية إلى ضرورة نشر المعلومات حول مساهمات الدول والشركات والخبراء والعلماء والمؤسسات التعليمية في أجندة التنمية المستدامة، ما يساعد في بناء شراكات جديدة وتكامل الخبرات والنجاحات، ويعزز المبادرة والتقدم في التنفيذ.
أما سفير كولومبيا في روسيا، هيكتور أريناس نييرا، فذكّر بأن بلاده كانت أول من أطلق مبادرة وضع أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن العالم يواجه تحديات كبرى مثل أزمة المناخ، ومشددًا على أهمية الحوار الدائم بين الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع، ودور الميثاق العالمي في هذا المجال.
بدوره، اعتبر النائب الأول لرئيس لجنة البيئة والموارد الطبيعية وحماية البيئة في مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فيتيسوف، أن مسؤولية قطاع الأعمال تجاه الأجيال القادمة تتزايد، مؤكدًا أهمية رفع الوعي البيئي في المجتمع.
من جانبها، أشارت مديرة الاستدامة في شركة "روسال"، إيرينا باختينا، إلى أن تطبيق أهداف التنمية المستدامة أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجية الشركة وثقافتها المؤسسية، لافتة إلى أن الشركة تصدر تقارير دورية عن الاستدامة تماشيًا مع متطلبات الميثاق العالمي.
وشارك في النقاش أيضًا شريك ورئيس قسم الهندسة ومجموعة المخاطر التشغيلية والتنمية المستدامة في شركة Kept، إيغور كورتسكي، الذي أشار إلى ضعف الترويج لأجندة 2030 من قبل الحكومات وقطاع الأعمال وحتى الأمم المتحدة، معتبرًا ذلك من أسباب بطء التقدم في تحقيق الأهداف. وقال: "في هذا السياق، تعتبر وسائل الإعلام واحدة من أهم أدوات التواصل".
بدورها، أكدت المديرة التنفيذية للمسؤولية المؤسسية والتنمية المستدامة وريادة الأعمال الاجتماعية في اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الروس، إيلينا فيوكتيستوفا، التزام قطاع الأعمال الروسي بأهداف التنمية المستدامة وتطبيق مبادئ العمل المسؤول. وفي السياق نفسه، أيّد مستشار المدير العام للاستدامة في شركة "سيفرستال"، زاخار أزاروف، حديثها، حيث أشار إلى توسيع الشراكات مع دول بريكس لنقل أفضل الممارسات الاجتماعية والبيئية.
وفي ظل الحاجة إلى تضافر جهود قطاع الأعمال والحكومات والمجتمع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، يكتسب التعاون الإعلامي أهمية خاصة في نشر المعلومات حول المبادرات والإنجازات. ولهذا السبب، وقّعت شبكة TV BRICS وشبكة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في روسيا اتفاقية شراكة إعلامية بهدف التعاون في الترويج لأفضل الممارسات في التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية عبر مشاريع إعلامية وثقافية وتعليمية مشتركة.
مصدر الصورة: TV BRICS