تايلاند تبني أول خط قطار فائق السرعة إلى الصين
تقترب تايلاند بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم طال انتظاره، وهو إنشاء أول خط سكة حديد فائق السرعة يربطها بالصين عبر أراضي لاوس. هذا المشروع الطموح، الذي يمثل نقلة نوعية في قطاع النقل والبنية التحتية، لا يهدف فقط إلى تقريب المسافات بين البلدين، بل يسعى أيضًا إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتنمية التجارة والاستثمار بينهما.
وذكر جيرايو خونغسوب، المتحدث باسم الحكومة التايلاندية، أن العمل في المرحلة الأولى من المشروع، التي تربط العاصمة بانكوك بمقاطعة ناخون راتشاسيما، قد وصل إلى نسبة إنجاز بلغت 36%. وأضاف أن تصميم المرحلة الثانية، التي ستمدد الخط إلى مقاطعة نونغ خاي الحدودية، قد اكتمل بالفعل، وسيتم عرضه على مجلس الوزراء قريبًا للموافقة عليه.
وتبلغ المسافة الإجمالية للخط الحديدي الجديد 609 كيلومترات، وسيرتبط بالخط اللاوسي الصيني عبر جسر عملاق يمتد فوق نهر ميكونغ، وفقًا لما ذكرته صحيفة Eurasia Today، الشريك الإعلامي لشبكة TV BRICS.
وبالإضافة إلى تعزيز الروابط التجارية، تعمل تايلاند والصين على تنشيط التعاون السياحي بينهما، وقد تجسد ذلك في قرار إلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين العام الماضي. وبمجرد دخول الخط الحديدي حيز التشغيل، سيتمكن المسافرون من الانتقال بسهولة ويسر من بانكوك إلى العاصمة الصينية بكين، مع التوقف في مدينتي فينتيان وكونمينغ، اللتين ترتبطان بخط قطار فائق السرعة يصل إلى بكين.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال بناء هذا الخط الحديدي فائق السرعة قد انطلقت في عام 2017، في إطار مبادرة "الحزام والطريق" الصينية الطموحة. وتتولى الحكومة التايلاندية مسؤولية تمويل المشروع بالكامل، والذي يشمل إنشاء البنية التحتية المتطورة، وتطبيق أحدث التقنيات الصينية في مجال السكك الحديدية.
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع في العمل بحلول عام 2027. وقد حثت رئيسة الوزراء التايلاندية، بايتونغتارن شيناواترا، على تسريع وتيرة العمل في هذا المشروع الحيوي، بالإضافة إلى مشروع الجسر البري، بهدف تحويل تايلاند إلى مركز لوجستي إقليمي يربط بين مختلف أنحاء قارة آسيا.
ولا شك أن نجاح هذا المشروع سيساهم في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين تايلاند والصين، وسيفتح آفاقًا واسعة للاستثمار والتبادل السياحي، مما سينعكس إيجابًا على النمو الاقتصادي المستدام في تايلاند.
مصدر الصورة: iStock