أناستاسيا غولياكوفا: الاستقلال الغذائي لدول البريكس
تشارك دول البريكس بنشاط في تغيير النظام الغذائي العالمي. وتواصل هذه البلدان إظهار نمو سريع في القطاع الزراعي، مما يؤكد رغبتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية. تواصل الصين، الرائدة عالميًا في إنتاج القمح، إبهار العالم بأرقام إنتاج قياسية، بينما تترسخ روسيا بثقة في قواعد التجارة العالمية على مختلف منصات التجارة العالمية.
في كل عام، يصبح الاقتصاد العالمي أكثر تعقيدًا وترابطًا، وفي هذا السياق، تلعب دول البريكس دورًا متزايد الأهمية في النشاط التجاري الزراعي والجغرافيا السياسية.
ومنذ الأول من يناير 2024، انضم عدد من الدول الأخرى إلى تجمع بريكس: مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإيران. ويشير هذا إلى النفوذ المتزايد لهذا التكتل في الاقتصاد والسياسة العالمية. إن التحديات المعقدة التي يواجهها الاقتصاد العالمي تتطلب جهودًا موحدة من جميع أعضاء المجموعة، حيث تعد الدول الأعضاء فيها من أبرز الجهات المؤثرة في الأمن الغذائي العالمي، وهو أمر مهم، خاصة في مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء المتزايد وضعف سلاسل التوريد.
إن انضمام أعضاء جدد مثل إثيوبيا إلى مجموعة بريكس يُبرز الإمكانات الجماعية للتأثير بشكل كبير على الأمن الغذائي العالمي والسيادة، وهذا أمر مهم، خاصة للدول الأفريقية التي تعتمد على الواردات الزراعية.
بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى الإجراءات الاستراتيجية لدول بريكس الأخرى. فعلى سبيل المثال، تعمل البرازيل بنشاط على تعزيز أمنها الغذائي وتطوير علاقاتها مع الشركاء الرئيسيين، مثل الدول الأفريقية، بينما تخطط الإمارات لزيادة الاستثمار في هذا المجال أيضًا.
وهكذا، أصبحت سياسة الأمن الغذائي العالمي الحديثة عنصرًا أساسيًا في الاستراتيجية الجيوسياسية. ويعتمد مستقبل هذا البرنامج على القرارات التي تُتخذ اليوم. فهل ستتمكن دول بريكس من أن يصبحوا لاعبين رئيسيين في هذا المجال وتغير النظام العالمي؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل السياسة الغذائية العالمية.
بقلم: أناستاسيا غولياكوفا، مترجمة وكاتبة صحفية
قناة يوتيوب: Market Economy
قناة تلغرام: MktEconomy