افتتاح الدورة السادسة عشرة لجمعية العالم الروسي في موسكو
انطلقت فعاليات الدورة السادسة عشرة لجمعية "العالم الروسي" في موسكو، يوم 2 نوفمبر، لتجمع على مدار أيامها نخبة من الشخصيات العامة والدبلوماسيين والأكاديميين البارزين من حول العالم، وذلك في حدث تقليدي يقام عادةً عشية يوم الوحدة الوطنية. وتأتي هذه الدورة لهذا العام تحت شعار "القيم الروحية والأخلاقية للعالم الروسي"، حيث تركز الجلسات على سبل تعزيز حضور اللغة الروسية وتوسيع دائرة تأثيرها الثقافي والحضاري على الصعيد الدولي.
وفي افتتاح رسمي للحدث، ألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمة أكد فيها التزام بلاده بتعزيز التعاون الدولي على أساس مبادئ المساواة والثقة المتبادلة وتوازن المصالح.
"نحن عازمون على مواصلة انتهاج سياسة خارجية مستقلة وتعزيز التعاون المتبادل مع كل من يشاركنا قيم المساواة والثقة والاحترام المتبادل. وبهذه الطريقة، نساهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب، ويبرز دور كل فرد منكم في تحقيق ذلك"سيرغي لافروفوزير الخارجية الروسي
وقد عكست كلمات لافروف الرؤية الروسية تجاه بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب، يُسهم فيه جميع الشركاء الدوليين على أسس عادلة ومتوازنة، معتبرًا أن استقرار العلاقات الدولية يعتمد بشكل أساسي على الثقة المتبادلة والعمل المشترك.
وعقب حفل الافتتاح، نُظمت جلسة نقاشية بعنوان "المجال الروحي والأخلاقي للعالم الروسي: التقاليد، والتحديات، والآفاق"، أدارها ميخائيل شفيدكوي، الممثل الخاص للرئيس الروسي للتعاون الثقافي الدولي، بمشاركة إيلينا يامبولسكايا، مساعدة الرئيس الروسي ورئيسة مجلس الرقابة في مؤسسة "العالم الروسي". وسلطت الجلسة الضوء على دور الثقافة الروسية كقوة ناعمة، قادرة على بناء جسور التواصل بين الأمم، خاصةً من خلال القيم الأخلاقية التي يُحتفى بها في الأدب والفنون الروسية.
كما شهد المنتدى تقديم مشروع TV BRICS "الروسية الحديثة"، الذي يُعنى بالترويج للغة الروسية على نطاق عالمي. وقد شرحت مديرة المشروع، تمارا سكوك، رؤيتها حول أهمية اللغة الروسية كحامل أساسي للثقافة الروسية، حيث أوضحت قائلة: "لا يمكن التعبير عن الثقافة الروسية دون استخدام اللغة الروسية. فهما يشكلان كياناً موحداً، ويُمثلان معاً إرثاً ثقافياً ضخماً يتميز بجمالية موسيقية وثراء لغوي يشمل عددًا كبيرًا من المترادفات والأوصاف الرفيعة… وغالبًا ما يُبدي المتعلم الأجنبي دهشته واهتمامه أمام تنوع وفخامة مفردات اللغة الروسية".
وأشادت سكوك أيضًا بأهمية توسيع معرفة الآخرين بالثقافة الروسية، مؤكدة أن مثل هذه المشاريع تسهم في تعميق الروابط الثقافية بين الشعوب، وتساعد في بناء صورة إيجابية للثقافة الروسية، التي لطالما ارتبطت بالتقاليد العريقة والقيم الإنسانية.
وفي مداخلة خاصة، قال الأستاذ روبين داريو فلوريس أرسيا، رئيس معهد ليف تولستوي للثقافة وأستاذ الأدب في الجامعة الوطنية في كولومبيا، إن الأدب الروسي الكلاسيكي يعتبر نموذجاً يحتذى به في أمريكا اللاتينية. وأعرب عن إعجابه بالأدب الروسي، مشيرًا إلى أن أول عمل قرأه كان "الحرب والسلام" للكاتب ليف تولستوي. وعلق قائلاً: "هذا الكتاب فتح لي الباب لعالم الثقافة الروسية. وعلى الرغم من أن القرن التاسع عشر يختلف عن زمننا الحالي، إلا أن المواضيع التي تطرق لها تولستوي ما زالت تحافظ على أهميتها حتى يومنا هذا".
وتستمر الدورة السادسة عشرة لجمعية "العالم الروسي" حتى الرابع من نوفمبر الجاري، حيث ستشمل فعاليات المنتدى الدولي طاولات مستديرة وجلسات حوارية يشارك فيها متخصصون في اللغة والأدب الروسي، من صحفيين ومدونين إلى أساتذة جامعيين من أبرز المؤسسات الأكاديمية العالمية.
مصدر الصورة: شبكة TV BRICS